الأولى | محليات | الخليج | خارجيات | اقتصاد | مقالات | رياضة | فنون | خدمات | الأخيرة
آخـر عـدد| أعداد سابقة| اتصل بنا
تصدر عن دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر - الكويت رئيس التحرير: محمد عبدالقادر الجاسم
  مقالات    -   الجمعة 23/11/2001
احمد بن محارب الظفيريھ

لمحات من تاريخ إمارات عربستان ومشيخة خزعل الكعبي (1 ـ 3)

ھ باحث في التاريخ والتراث

الشيخ خزعل (ت 1936م) بن جابر بن مرداو بن علي، هو الأمير الخامس الذي يتسلم إمارة المحمرة من فخذ البوكاسب ـ أي بنو كاسب ـ من قبيلة «بني كعب» بن عامر بن صعصعة من قيس عيلان العدنانية. ولقد لعبت قبيلة بني كعب دورا هاما متميزا في منطقة الأحواز «عربستان» في العصور المتأخرة وأنجبت أسرا حاكمة في هذه المنطقة توارثت الحكم وتركت لها بصمات واضحة في التاريخ والتراث.
☩ قبيلة بني كعب في التاريخ العربي: ينتسب إلى قبيلة كعب العدنانية قبيلة عربية اسمها «بني عقيل» وهي قبيلة ذائعة الصيت في التاريخ العربي وإليها ينتسب «توبة بن الحمير» المقتول سنة 55 هـ صاحب ليلى الأخيلية والاثنان من خفاجة من بني عقيل ولقد ذكر القاضي عبدالرحمن بن محمد ابن خلدون (ت 808 هـ/1405م) في كتابه «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» في الجزء الرابع ص 254 إلى ص 271 كلاما كثيرا عن قبيلة «بني عقيل» مختصر هذا الكلام هو أن قبيلة عقيل من ذرية كعب بن عامر بن صعصعة، وكانت لها إمارة في الكوفة والبلاد الفراتية، وبقيت هذه البلاد بأيديهم حتى غلبهم عليها السلجوقيون فتحولوا إلى البحرين.
ويذكر كذلك علي بن محمد ابن الأثير (ت 630 هـ) في تاريخه الذي أسماه «الكامل في التاريخ» في الجزء التاسع ص 28 ما يلي: أن هناك إمارة لبني عقيل قامت في الموصل وما حولها ودامت هذه الإمارة من سنة 380هـ إلى سنة 489هـ ومؤسس هذه الإمارة هو أبو محمد بن المسيب العقيلي، ووصل حكمه إلى الكوفة وباديتها.
ومن «بني عقيل» الكعبيين قبيلة «خفاجة» الشهيرة وكانت تقطن بنواحي الكوفة وبرز وجودها في القرنين الرابع والخامس الهجريين وكون الخفاجيون إمارة في الكوفة سنة 374هـ بزعامة أبو طريف عليان بن ثمال الخفاجي وكان يأتمر بأمر الخليفة العباسي. ومن أمراء خفاجة الذائعين الصيت إلى يومنا هذا حيث يتردد اسمه في الموروث الشعبي هو «عامر الخفاجي» الذي سحره جمال إحدى بنات قبيلة «بني هلال» عند مرورهم بديرته فسافر معهم إلى مصر وتونس وترك أسرته وديار قبيلته وإمارته في بادية السماوة والكوفة.
أما في وقتنا الحالي فإن أكثر أفراد قبيلة خفاجة العقيلية الكعبية يسكنون العراق والأحواز «الأهواز» ومصر، ونخوتهم التي ينتخون بها في المعارك هي «أولاد عامر» أو «أولاد عامر الخفاجي» وخفاجة هو اسم امرأة أنجبت أولادا كثرا فتسموا أولادها باسمها حيث يقال لهم «أبناء أو أولاد خفاجة».
ومن القبائل العدنانية الشقيقة لقبيلة بني كعب، والتي ترجع بأصولها أيضا إلى عامر بن صعصعة، ذكر أحمد بن محمد ابن عبدربه الأندلسي (ت 328 هـ) صاحب كتاب «العقد الفريد» في الجزء الثالث ص 354 قبيلة «بني هلال» الذين منهم ميمونة زوجة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومنهم أيضا الشاعر الشهير في كتب الأدب العربي حميد بن ثور، وبنو هلال هم أصحاب السيرة الشعبية والتغريبة التاريخية الشهيرة، الذين كونوا لهم عدة إمارات في تونس وشمال أفريقيا، وذكر ابن عبدربه الأندلسي من القبائل العامرية العدنانية قبيلة «بني كلاب» وقبيلة «بني نمير».
☩ عربستان الموقع والاسم: تقع عربستان إلى الجنوب الشرقي من العراق وهي محصورة بين خطي العرض 30 و33 درجة شمالا. وبين خطي الطول 48 و51 درجة شرقا، وبهذا يكاد يكون امتداد إقليمها من الشرق إلى الغرب مساويا تقريبا لامتداده من الشمال إلى الجنوب، حيث يبلغ طوله 420 كم وعرضه 380 كم. ومساحة عربستان هي 159600 كيلومتر مربع. وعدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة.
عربستان اسم أطلقه الفرس على هذا الإقليم ومعناه «بلاد العرب» مثلما يقولون كردستان ومعناه «بلاد الكرد». ولكن الفرس فيما بعد أطلقوا على عربستان اسم «خوزستان» ومعنى هذه الكلمة بالفارسية القديمة «بلاد القلاع والحصون».
☩ إمارة المشعشعين: تأسست هذه الإمارة العربية سنة 1436م على يد المؤسس الأول السيد فلاح بن هبة الله المشعشعي وينتسب إلى آل البيت وفي عهده تم بناء مدينة «الحويزة» سنة 1441م واتخذها عاصمة لإمارته، وبسط نفوذه على إقليم عربستان، وحصل على الاعتراف الكامل من دولة الخروف الأسود المغولية الحاكمة في بغداد «دولة قره قوينلي» حكمت من 814هـ/1411م إلى 874هـ/1469م. وتوفي السيد فلاح بن هبة الله في عام 1458م وتولى الإمارة بعده ابنه محسن بن فلاح وقام بتدعيم العلاقات الدبلوماسية مع دولة المغول في بغداد المسماة دولة الخروف الأبيض (آق قوينلي: آق: أبيض. قوينلي: خروف) لأنهم يرسمون خروفا أبيضا على أعلامهم، دام حكم الدولة الخروفية من 874هـ/1469هـ إلى 914هـ/1508م.
وفي عام 1501م ظهرت الدولة الصفوية للوجود على يد الشاه اسماعيل الصفوي (ت 930هـ/1523م)، وطلب الشاه الصفوي عباس الأول (حكم من 1032 هـ/1622م إلى 1037هـ/1627م) من الأمير المشعشي السيد منصور بن عبدالمطلب بن بدران (حكم من عام 1634م إلى عام 1643م) المساعدة ضد الدولة العثمانية، ولكن الأمير السيد منصور رفض طلب الشاه عباس الأول، وكان الأمير منصور يقاوم دائما محاولات الشاه عباس الأول الصفوي التدخل في شؤون إمارته الداخلية.
وبظهور الأمير الشريف مبارك بن عبدالمطلب بن بدران المشعشي الحسيني الذي حكم من عام 1588م إلى عام 1616م عاشت الإمارة المشعشعية عصرا ذهبيا بفضل حسن سياسته وحنكته وشجاعته في الدفاع عن إمارته ضد الاعتداءات الصفوية الفارسية والعثمانية.
☩ أيهما صاحب القصائد الشريف بركات المكي أم بركات الحويزاوي؟:
ويشك بعض الكتاب والباحثين في الموروث الشعبي لعرب الجزيرة بأن الشريف بركات بن مبارك بن عبد المطلب المشعشعي أمير الحويزة الذي دام حكمه من عام 1588م إلى عام 1616ويقدمون أدلة وأسانيد على ذلك لا مجال لشرحه، فإن ما يتداوله الناس في جزيرة العرب من قصائد هي من المحتمل أن تكون للشريف بركات الحسني الذي هو من أشراف مكة. والموضوع ما زال في دائرة الشكوك ويحتاج إلى المزيد من البحث والتحقيق.
مدينة الحويزة: هي مصغر «حوزة» وتعني باللغة الأرض التي يحوزها الرجل ويمتلكها ملكا خالصا لنفسه. وسميت بهذا الاسم نسبة إلى حائزها الأول فهي «حويزته» وحائزها الأول الأمير دبيس بن عفيف الأسدي في زمن الخليفة العباس عبدالكريم الطائع لله (حكم من 363هـ/974م إلى 381هـ/991م) وتقع هذه المدينة على نهر الكرخة شمال غربي المحمرة ويسميها الفرس «دشت ميشان».
☩ إمارت بني كعب في مدينة الفلاحية بزعامة البوناصر:
هاجرت قبيلة بني كعب إلى إقليم عربستان من وسط العراق في منتصف القرن السابع عشر الميلادي، واستوطن قسم من هذه القبيلة في الجزء الجنوبي الغربي من حوض نهر الكارون، وانتشر باقي أفراد القبيلة على ضفتي شط العرب شرقا وغربا. وشيدت قبيلة بني كعب مدينة «القبان» عاصمة لها ومقرا لإمارتها، وكان أول أمراء هذه الإمارة الكعبية هو الشيخ علي بن ناصر بن محمد، وهو من فخذ «البوناصر» ـ أي بنو ناصر ـ وتولى الحكم في عام 1690م ويعتبر هذا زعامة بني كعب الشيخ سلمان بن سلطان البوناصر، واستفاد الشيخ سلمان بن ناصر من الفوضى التي عمت إيران بعد وفاة حاكمها نادر شاه (تسلم عرش فارس في سنة 1142هـ/1730م بعد أن نحى سيده الصفوي طهاسمب) فبدأ الشيخ سلمان بن سلطان بتوسيع نفوذ إمارته في جهة الشمال والشرق واصطدم بقبائل الأفشار واستطاع أن يتغلب عليهم ويحتل عاصمتهم «الدورق» التي أبدل اسمها إلى «الفلاحية» واتخذها عاصمة ثانية له إلى جانب عاصمته السابقة «القبان» وبدخول بني كعب إلى مدينة الفلاحية، بدأت إمارة المشعشعين بالزوال بعد حكم دام عدة قرون، وقامت على أنقاضها إمارة بني كعب بزعامة البوناصر. ولقد بلغت قوة الشيخ سلمان بن سلطان البوناصر درجة كبيرة، وتميزت شخصية هذ الأمير بالشجاعة والمهارة العسكرية والحنكة الدبلوماسية فهو رجل دولة ورجل حكم، لقد حاول باشا بغداد العثماني إخضاعه بالقوة العسكرية ولكنه عجز عن تحقيق ذلك. وكذلك حاول كريم خان الزند حاكم فارس عدة محاولات للسيطرة على الشيخ سلمان ولكن كل محاولاته ذهبت أدراج الرياح. وحاول الانجليز بأسطولهم البحري القوي كسر شوكة الشيخ سلمان وفرض مصالحهم عليه، ولكنه تمكن من دحرهم والانتصار عليهم بقوته البحرية وبرجال جيشه المخلصين له. وكان الشيخ سلمان يرسم الخطط السياسية الناجحة للاستفادة من المتناقضات والصراعات التي تدور وتحدث بين القوى العظمى (العثمانيون والفرس والانجليز) المحيطة بامارته، دون ان يخضع أو تبع لواحدة من هذه القوى المتصارعة، وتوفي الشيخ سلمان بن سلطان البوناصر سنة 1767م وكانت فترة حكمه من 1737م الى 1767م تعتبر بحق الفترة الذهبية لقبيلة بني كعب، ويعتبر الشيخ سلمان من أعظم شيوخ إمارة بني كعب، لقد ازدهرت عربستان في زمانه ازدهارا لم تبلغ مثله من قبل.
بعد وفاة الشيخ سلمان، بدأت الفرقة تدب بين شيوخ بطون قبيلة كعب فانقسموا الى قسمين، قسم ظل في مدينة الفلاحية «الدورق» بزعامة البوناصر «الشيوخ الاوائل» وقسم كبير منهم سكن حول مصب نهر الكارون بزعامة الشيخ مرادو بن علي البوكاسب. وبدأت قوة بني كعب الموجودين في مدينة الفلاحية بالتلاشي والزوال، وظهرت قوة بني كعب الساكنين عند مصب نهر الكارون بالبرون وسيادة القبيلة تحت إمارة الشيوخ في البوكاسب ـ أي بنو كاسب ـ .

ahـmhareb@maktoobـcom

Microsoft VBScript runtime error '800a01c2'

Wrong number of arguments or invalid property assignment: 'GetWriterTopics'

/essay.asp, line 319