قد
حلّ في فنن الهوى الغربان **** وعَلا مرابع أنسها
الثعبان
وسرى بها ليلا يدنس أرضها **** بعد الأحبة والهنا
الجرذان
وترنمت طربا على أكواخها **** بوم يغازل ثغرها
الجُعلان
فبكت على خلانها ليل الأسى **** أعجاز نخل ضامها
الهجران
كانت تعيش بجنب أحباب لها ****
نخلاً كأن ثمارها التيجان
من قبل أن يعلو مرابع عزها ****
سحقا بأقدام له الطغيان
ويمزق العثق النقي لخسة **** زمرٌ هي الأحقاد
والذئبان
فوقفت أنظر والمدامع أبحرٌ **** والقلب من كدر
الأسى أشجانُ
والنفس من ألم الخطوب كأنما ****
أذكى مشاعل حزنها بركان
حتى إذا ما صرت من لهب الردى **** جمراً يطوف
بجنبه الخذلان
ودّعت ربعاً للأحبة سالكاً **** درباً هو الإعصار
والاحزان
وسلكت في نفق الظلام لياليا **** أصبو الى صبح هو
التبيان
صبح به عدل الأله لأمة **** قد نال من عليائها
الصبيان
عاشت وما زالت تعيش مرارة *** من ظالم هو و الردى
سيّان
لا يعرف الحق المبين ولا الهدى **** فهو الظلام
وفعله الأضغان
نهب الديار و أورث الناس الشقى **** والفقر حتى
ضجّت البلدان
حتى إذا ما أصبحت نهباً أتت **** تشكو إلى معبودها
الأوطانُ
وهوت كأوراق الخريف على الثرى**** تبكي عظيم
مصابها النسوانُ
تبكي الأحبةَ فوق أجداث الهوى**** والدمعُ من ألم
النوى غِدرانُ
أنهى الشقاءُ لهم حياة كرامةٍ
**** قتلاً يفسّر فعله العدوانُ
وطنٌ
سليب ما له من عاصمٍ
**** من جور من هم للدجى رُبان
والفقر والبلد الحزين شواهدٌ
**** للصدقِ فيما ندّعي وبيانُ
واليتم والأكواخ خيرُ معالمٍ
**** يروي دجاها للورى القُضبانُ
قضبان جورٍ قد أقيم بناءها
**** لضياع حقٍ خطّه الفرقان
فرقان أحمدَ ذي المكارمِ والندى**** ذاك الذي هو
للعلا تبيانُ
قد جاء بالحق المبين وبالهدى**** صحفاً هي الأنوار
والقرآن
نشكو إلى الله العظيم مصابنا
**** فهو السميع القادر الديّانُ
وهو الإله البارئ الحق الذي**** تجري بفيض جماله
الأكوانُ
وهو الذي بفناءه صرح العلا
**** للوالهين وللشقا النيرانُ
نيران جبارٍ لكل شقاوةٍ **** أركانها في ذا الدنا
الطغيان
وحصادها من بعد ذلة محشرٍ**** سخط الإله وسِفرُهَا
الخسران
وندامة لذوي الضلالة ما لها
**** من ذي المعارج والهدى غفران
محمد كاظم الخاقاني
|